اختن قلبك!
السؤال:
كيف طلب العهد القديم التكريس الداخلي لله بالإضافة إلى الطاعة الخارجيّة؟
الإجابة:
قد يقرأ البعض العهد القديم، مع كل متطلباته الشكليّة للعبادة والقداسة، ويتساءل، ما علاقة هذه الطاعة الخارجيّة بالطاعة الداخليّة؟ حتى أنهم قد يظنون خطأ أن العهد الجديد يدعو للطاعة الداخليّة بينما يدعو العهد القديم للطاعة الخارجيّة فقط. ولكن في العهد القديم ذاته، نقرأ أن الأمر لا يعني الطاعة الخارجيّة فقط. ففي تثنية 10، ألقى موسى عظة على مسامع الجيل الثاني قائلًا: "فَاخْتِنُوا غُرْلَةَ قُلُوبِكُمْ، وَلاَ تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ بَعْدُ"، مما يعني أن علامة العهد لم تكن تمثّل شيئًا خارجيًا فقط بل شيئًا داخليًا، حتى القلب. في 1 صموئيل 15، يواجه النبي صموئيل شاول ويقول له: "هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟" فحتى بالرغم من أن شاول كان قد قدم الذبائح، إلا أنه لم يقدم الطاعة الداخلية. يقول مزمور 51 إن الذبائح التي يجب أن تُقدم لله هي القلب المنكسر والمنسحق. وبالتالي، فكل الطقوس الخارجيّة للعهد القديم لم يكن يهدف الله منها أبدًا أن تُرى كطقوس خارجيّة فقط ولكن أن تُشير للطاعة الداخليّة.
يعد القس مايكل جي. جلودو أستاذ مساعد للدراسات الكتابيّة بكلية اللاهوت المُصلحة بمدينة أورلاندو، بولاية فلويدا.